إسرائيل تسعى لجعل القتل جزء من عقاب جماعي أكثر قسوة على سكان القطاع
٢٥ يونيو ٢٠٢٤
حذّر مرصد منظمة التعاون الإسلامي الإعلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين من أن قطاع غزة قد دخل بالفعل، منذ منتصف يونيو ٢٠٢٤، مرحلة شديدة الحرج تعد الأسوأ مقارنة بالأشهر الماضية. واستند المرصد إلى ثلاثة عناصر رئيسة يتمثل أولها في استمرار عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عبر السيطرة الكاملة عليه واستهداف كافة مناطقه، ورفض وقف العمليات العسكرية فيه، فيما يشكل تدمير ما يقرب من الـ ٧٠٪ من البنية التحتية العمرانية للقطاع وبخاصة شبكات مياه الشرب، والصرف الصحي، والطرقات، العنصر الثاني، فضلا عن تدمير معظم القطاع الصحي ما يجعل معظم مناطق القطاع غير قابلة للحياة. كما يؤدي الإدخال المحدود لكميات مقننة ومتباعدة من المساعدات الإنسانية والوقود والمياه الصالحة للشرب، العنصر الثالث الذي يحول دون تعافي القطاع ولو بشكل محدود، ويضاعف من أزماته الإنسانية ويزيد من آثارها المدمرة أكثر أي من وقت مضى.
وبدا واضحا من خلال الإحصاءات اليومية لأعداد الشهداء والجرحى ومناطق الاستهداف، أن إسرائيل تسعى إلى تحويل هذا الجحيم إلى واقع يومي في قطاع غزة لا يشي بنهاية وشيكة له، ويشكل القتل المباشر جزءا من عقاب جماعي أكثر قسوة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ٦٧٪ من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية قد جرى تدميره في قطاع غزة بعد نحو ٩ أشهر من العدوان الإسرائيلي المتواصل، ما أدى إلى تفشي الأمراض المعدية خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتلوث مياه الشرب. كما أكدت بلدية خان يونس أن ١٧٠ – ٢٠٠ كيلو مترا من شبكات المياه قد جرى تدميرها بالفعل في المدينة.
وتتزامن مشكلة مياه الشرب في القطاع مع تجويع سكانه عبر منع دخول البضائع والمساعدات الإنسانية، فيما حذر فلسطينيون من أن ٣٥٠٠ طفلا مهددون بالموت جوعا، وفي ظل انعدام التطعيمات الدورية والأدوية، جنبا إلى جنب مع تصريح “منظمة أنقذوا الطفولة” التي أكدت فقدان ٢١ ألف طفل فلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي.
ورصد مرصد المنظمة الإعلامي للفترة بين ١٨ – ٢٤ يونيو ٢٠٢٤، استشهاد (٢٦٥) فلسطينيا وإصابة (٦٨٠) آخرين. فيما بلغ عدد من استشهدوا منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى ٢٣ يونيو ٢٠٢٤ (٣٨١٥١) شهيدا بجانب جرح (٩١٢٣٢) فلسطينيا آخرين.
وعلى صعيد الضفة الغربية، استشهد خمسة فلسطينيين، واعتقلت قوات الاحتلال (٢١٢) فلسطينيا، فيما بلغ عدد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية (٣٣) اعتداء شمل مداهمات لمسجدين في أريحا والخليل، بالإضافة إلى اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.
وقام المستوطنون بأنشطة استيطانية في محاولات متكررة لإنشاء بؤر استيطانية في كل من الخليل ونابلس، فضلا عن رعيهم أغنامهم في أراضي زراعية فلسطينية وحرق أراضٍ أخرى واعتداء على دفيئات زراعية في كل من نابلس وسلفيت وطولكرم والخليل، وسرقة أغنام من حظائر فلسطينية بالإضافة إلى محاولة إعاقة قوافل مساعدات إنسانية قادمة من المملكة الأردنية الهاشمية لصالح سكان قطاع غزة. فيما بلغ إجمالي الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين خلال الفترة المذكورة نحو (١٥٧٦) جريمة وانتهاكا من مختلف الفئات.