المستوطنون يحرقون أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية

١٨ يونيو ٢٠٢٤

دفع تراكم الأزمات الإنسانية في قطاع غزة على مدى ثمانية أشهر وتحويله إلى هدف عسكري إسرائيلي مفتوح إلى جعله مقبرة حيّة لا يجد سكانه مكانا آمنا للنزوح إليه، ووسط تحذيرات دولية من عودة شبح المجاعة، خاصة في شمال القطاع الذي تؤكد الكثير العديد من المصادر استحالة وصول المساعدات إليه. 

وأظهر تقرير مرصد منظمة التعاون الإسلامي الإعلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين للفترة من ١٠ – ١٧ يونيو ٢٠٢٤ أن الوضع في قطاع غزة أصبح كارثيا مع الاجتياح الإسرائيلي البري لكل مناطقه، فيما قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية (٢٧٩) فلسطينيا على مدار الفترة المذكورة، وجرحت (٩٢٣)، ووصل من سقط من الفلسطينيين على مدى الفترة من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى ١٢ يونيو الجاري (٣٧٧٤٦) فلسطينيا. 

وفي موازاة لاستمرار آلة القتل الإسرائيلية، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، (الأنروا)، إن (١٩٣) من موظفيها قتلوا منذ بدء العدوان على القطاع وهي أعلى حصيلة في تاريخ الأمم المتحدة. وأضافت الأونروا أن قطاع غزة يعد أخطر مكان في العالم على عمال الإغاثة.

وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي كشفت فيه تقارير حركة نزوح عكسية للفلسطينيين من مدينة رفح إلى مناطق وسط القطاع بعد القصف المتواصل والتهديد بمواصلة الاجتياح البري الإسرائيلي.  

كما أفادت منظمة الصحة العالمية بأن المجاعة باتت وشيكة أكثر من أي وقت مضى في شمال القطاع. وحذر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من الدمار الواسع الذي لحق بالخدمات الصحية شمال القطاع وأن المنظومة الصحية أوشكت على الانهيار جنوب غزة.

وكشف تقرير للأمم المتحدة عن حصيلة غير مسبوقة للانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين أكثر من أي مكان في العالم. وأدرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل لأول مرة في الملحق الخاص بأسماء الدول المسؤولة عن انتهاكات حقوق الأطفال.

وفي الضفة الغربية، قتلت قوات الاحتلال (١٦) فلسطينيا، وصادرت ودمرت جنبا إلى جنب مع المستوطنين اليهود (١٠) مركبات بينها (٤) جرافات و(٤) مركبات خاصة وشاحنة وجرار زراعي. ودمرت عشرين حظيرة أغنام في نابلس وأريحا، وجرفت أراضٍ زراعية، فيما قطع المستوطنون (٢٠٠) شجرة زيتون في الخليل وأحرقوا أشجار زيتون ولوزيات في نابلس وبيت لحم ورام الله، كما دمرت قوات الاحتلال ممتلكات وبنية تحتية في نابلس وجنين، وسط محاولات من قبل المستوطنين لمصادرة أراضٍ في نابلس والخليل، فيما بلغت هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية طوال الفترة المذكورة نحو (٣٦) هجوما، وأحصى المرصد عدد الانتهاكات المختلفة التي تعرضت لها الضفة الغربية على مدى الفترة ١٠ – ١٧ يونيو ٢٠٢٤ نحو (١٨٠٢) جريمة وانتهاكا في كل من قطاع غزة والضفة الغربية.